تركيا تعاني من أعلى مستويات التضخم وهبوط حاد في قيمة الليرة منذ عقدين بالإضافة لشكوى السائحين سوء المعاملة

أظهرت التقارير الاقتصادية، حالة التخبط التي يعيشها الاقتصاد التركي في أزمة غير مسبوقة، حيث أظهرت التقارير الاقتصادية تراجعاً حاداً في القوة الشرائية للعملة التركية، ووفقاً لمسح أجراه البنك المركزي التركي، يتوقع المحللون تجاوز معدلات التضخم المتسارعة والتي لم تشهدها تركيا منذ عقدين، ولم ينجو ملف السياحة الذي شهد اضطراباً في الآونة الأخيرة وشكوى عدد كبير من السائحين عبر مواقع التواصل، سوء المعاملة والعنصرية في الكثير من الحالات.

تركيا تعاني من أعلى مستويات التضخم وهبوط حاد في قيمة الليرة منذ عقدين بالإضافة لشكوى السائحين سوء المعاملة

التضخم في تركيا

فقد أظهرت الإحصائيات أن التوقعات بزيادة التضخم خلال السنة القادمة قد وصلت إلى 42 في المائة في أغسطس، وهو أسوأ معدل تم تسجيله منذ فبراير 2002. ومن الواضح أن السبب الرئيسي وراء هذه التدهورات هو الانهيار المستمر للعملة التركية، حيث تراجعت قيمة الليرة بنسبة تزيد عن 20 في المائة مقابل الدولار.

الليرة التركية

وبينما تتواصل هذه التراجعات، لم تتمكن الحكومة التركية من وقف الهبوط الحاد لليرة، والذي كان له أثرًا ضاراً على الاقتصاد، خصوصاً مع الزيادات الضريبية الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة مؤخراً بهدف تغطية عجز الميزانية المتنامي، وعلى الرغم من توقعات البنك المركزي بتباطؤ التضخم في المستقبل، إلا أن الأوضاع الراهنة تشير إلى تفاقم الأزمة مع استمرار هبوط الليرة وزيادة أسعار الفائدة.

أزمة السياحة التركية

اشتكى عدد كبير من السياح العرب، وبشكل خاص من دول الخليج، من تعرضهم لمعاملة غير لائقة من قبل بعض الأشخاص في تركيا. وقد وثق العديد من السياح هذه الحوادث باستخدام كاميرات هواتفهم المحمولة، ثم قاموا بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار موجة من الاستياء والغضب بين رواد مواقع التواصل.

سلوكيات غير لائقة

أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة تصرفات غير محترمة وسلوكيات غير لائقة تجاه السياح، مثل الإساءة اللفظية والسلوك العدواني، ما ألقى بظلاله على الصورة الجيدة التي كانت تركيا تتمتع بها كوجهة سياحية رئيسية للسائحين العرب.

على الفور، أعرب العديد من المعلقين على الواقعة عن استنكارهم الشديد لما شهدوه، مطالبين السلطات التركية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة المسؤولين عن هذه التصرفات، وضمان عدم تكرارها مستقبلاً. كما حذر بعضهم من أن مثل هذه التصرفات قد تضر بسمعة تركيا كوجهة سياحية بين العرب، وقد يدفع البعض إلى إعادة النظر في خططهم لزيارة البلاد في المستقبل.

مطالبات بمقاطعة السياحة التركية

إلى جانب الردود الغاضبة، قام بعض النشطاء بتدشين هاشتاقات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى مقاطعة السياحة في تركيا بسبب هذه الوقائع، وفي هذا السياق، يبقى السؤال مطروحاً حول كيفية تعامل الحكومة التركية مع هذه الأزمة، وما الإجراءات التي قد تتخذها لتعويض السياح العرب وضمان معاملتهم بالاحترام والكرامة التي يستحقونها.