ثلاثين يونيو إرادة شعب.. 10 سنوات على أعظم ثورة فى تاريخ مصر الحديث

كلما اقترب حلول تاريخ 30 يونيو ينتاب الشعب المصري شعوراً بالاعتزاز والامتنان، فلم ينس الشعب المصري الحكم الفاشي والدموي لجماعة الإخوان التكفيرية والتي عززت عدم وجود الأمن وانعدام الاستقرار ورداءة الخدمات، إن توفرت، فترة حكم مظلم، أراد الشعب أن تكون قصيرة ليأتي القائد الحكيم الذي انتصر لإرادة المصريين من أجل استرداد الهوية المصرية.

ثلاثين يونيو إرادة شعب.. 10 سنوات على أعظم ثورة فى تاريخ مصر الحديث
وتأتي الذكرى العاشرة منذ اندلاع ثورة 30 يونيو تلك الثورة لتذكر الجميع بتلك اللحظات العصيبة التي مرت بها البلاد، أسباب عدة تلك التي جعلت الملايين يسارعون إلى الشوارع لإعلان العصيان على جماعة تكفيرية تحدت كل قوى الشعب لتعلن أنها صاحبة القرار وصاحبة مفاتيح الجنة وكان من أهم تلك المظاهر استفتاء الشعب على الدستور وأن من قال نعم دخل الجنة.
ورغم أن الجماعة التكفيرية قد تسلمت مقاليد الحكم وأعادت هيكلة جميع القطاعات بناء على الإنتماء للجماعة إلا أن كل ذلك لم يكن كافياً بالنسبة لهم فكان شعار وزير الإعلام التطاول على الصحفيات والكهرباء في أزمة والبنزين والسولار، مأساة.
فأصبحت مصر تعاني حتى استيقظ الشعب على مصطلح جديد وهو قتلى رغيف الخبز، فمع طول الطوابير وعدم تواجد كميات تكفى المواطنين نشبت الخلافات وأصبح رغيف الخبز ملطخاً بالدماء.
ولم يكن الخبز هو آخر الطوابير فأنابيب الغاز كانت صاحبة نصيب الأسد فكان من الطبيعي أن ترى الطابور يمتد مئات الأمتار على أمل الحصول في النهاية على أنبوبة، ليأخذها رب المنزل لأسرته التي تجلس في الظلام بعد انقطاع الكهرباء.
كل هذه الأسباب أدت في النهاية لنزول الملايين من الشعب المصري الواعي، لخلع الرئيس الإخواني مرسي من منصبه بعد أن ثبت عدم جاهزية الجماعة التكفيرية ككل للحكم وبعد أن انكشف مخطط هذه الجماعة في تقسيم مصر وأجنداتها ومن يمولها كأداة لتهديد الأمن القومي للبلاد.
ولم يمر هذا الأمر مرور الكرام بل توعدت الجماعة التكفيرية من سينزل هذا اليوم قائلين جملتهم الشهيرة “اللي يرش مرسي بالمياه هانرشه بالدم”.
ذكريات مريرة تلك المرتبطة بما قبل ثورة 30 يونيو، فلا أمن ولا أمان ولا خدمات وعلى الرغم من نزول الشعب للشارع أكد كوادر الجماعة التكفيرية أن لا تنازل عن الحكم إلا بالدم وأن المشاركين في ثورة يونيو كفار وخارجين عن الشريعة وانتشرت العمليات التخريبية في مصر خاصة في سيناء.
وجاء تصريح البلتاجي الشهير ” مايحدث في سيناء من تفجيرات سيتوقف في اللحظة التي يعود فيها الحكم لمحمد مرسي” كل تلك الأمور وغيرها أثارت الحنق لدى المصريين فلم يكن في الحسبان أنه عندما تفشل التجربة الإخوانية ستتحول إلى كارثة قد تطارد المصريين وتكدر السلم العام.
لكن منذ ثورة 30 يونيو فلم يتوقف البناء ولم يلتفت الرئيس المصري والقائد الحكيم، عبد الفتاح السيسي خلفه لحظة واحدة فكانت نتيجة الثورة مدن صناعية وسكانية جديدة وأكثر من 7 ملايين فرصة عمل وفرتها المشروعات الإصلاحية القومية وتطوير في كل الطرق وإنشاء الكباري لييتغير وجه مصر لتصبح دولة متطورة في كل ربوعها، وتطوير منظومة النقل وخدماتها لاحترام آدمية الإنسان وإتاحة الفرص للمواطنين للاستغلال الأمثل لوقتهم وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ومن التطورات التي حدثت ملف برامج الحماية الاجتماعية للأسر الأولى بالرعاية والفقراء، حيث شهد تحسين مستوى معيشتهم، تصحيح مسار ملموساً بعد ثورة 30 يونيو بتوجيهات من القيادة السياسية، ونجحت وزارة التضامن الاجتماعي في إطلاق العديد من البرامج ومبادرات الحماية الاجتماعية، منها تنفيذ برنامج “تكافل وكرامة” لصرف مساعدات نقدية للأسر الأولى بالرعاية من كبار السن وذوي الهمم ليستفيد منه حالياً ما يقرب من 5.2 مليون أسرة بما يعادل 22 مليون مواطن، وبلغت مخصصات الدعم النقدي للسنة المالية ‏‏2023/ 2022 نحو 31 مليار جنيه، مقابل 3.4 مليار جنيه عام 2015، حيث تصرف وزارة التضامن بعد ثورة 30 يونيو المساعدات النقدية للمستفيدين من “تكافل وكرامة” والضمان الاجتماعي، وذلك لكبار السن غير القادرين على العمل، وأيضاً ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض المزمنة بجانب صرف مساعدات نقدية للأسر الفقيرة والأولى بالرعاية ممن لديهم أبناء في مراحل التعليم المختلفة، بهدف مساعدتهم في استكمال مراحل تعليمهم. كما تفوق العديد من أبناء الأسر المستفيدة من الدعم النقدي “تكافل وكرامة” في الثانوية العامة على مدار السنوات الماضية، وحصل أبناؤهم على مجموع كبير ومعظمهم من الأسر الأولى بالرعاية التي تقوم الوزارة برعايتهم من خلال صرف مساعدات نقدية لهم شهرياً.
وثار المصريون في 30 يونيو على قلة الحيلة وتفشي الفساد وضجيج المقاهي التي أدمنها الشباب العاطلون، لافتاً إلى أن معدل النمو لدولة كبيرة بحجم مصر كان 2.9 في المائة فقط، وبلغ العجز الكلي 12 في المائة، وكل هذا انتهى الآن، فقد فعلها المصريون خلف قائدهم الرئيس السيسي، وتمكنوا بالعمل والجهد من مضاعفة حجم الاقتصاد 3 مرات بعد ضخ استثمارات حقيقية ذات جدوى اقتصادية متقنة.
أزمات تحولت إلى إنجازات، وعشوائيات استطاعت ثورة 30 يونيو أن تحيلها إلى مشاريع حية تجسد “حياة كريمة” على كامل امتداد القطر المصري، فما بين مشهد الميدان، ومشهد العمران، رحلة ممتدة عمرها 10 سنوات ولازال الرئيس السيسي ماضياً قدماً لتحقيق الرؤية والأهداف والعمل بروح الشراكة وبشكل عملي لتحسين الحياة وإحداث تغيير إيجابي في الجمهورية الجديدة.