استمرار تحذيرات السفر في ظل موجة الحر القياسية التي تجتاح فرنسا وإيطاليا وإسبانيا

تجتاح أوروبا موجة غير مسبوقة من درجات الحرارة المرتفعة، مما دفع السلطات إلى دق ناقوس الخطر من خلال إصدار تحذيرات السفر العاجلة، وتوجه السلطات تحذيرات شديدة اللهجة للزائرين والسائحين بقصد الاستعداد للحرارة الشديدة أو بالأحرى إعادة تقييم خطط سفرهم تماماً، لا سيما أولئك الذين يعانون من ظروف صحية معينة.

ومن المتوقع أن يزداد الوضع سوءًا خلال الأيام المقبلة، وهو ما دفع السلطات المعنية إلى إطلاق أجراس الإنذار، مما يهدد بالتأثير سلباً على موسم السفر في فترة الذروة وهو ما يمثل دليلاً مفزعاً على ضراوة أزمة المناخ.

استمرار تحذيرات السفر في ظل موجة الحر القياسية التي تجتاح فرنسا وإيطاليا وإسبانيا

تتجلى تباشير موجة الحر المستمرة في مدينة روما الإيطالية، حيث من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية يوم الأربعاء، حيث يمكن مشاهدة السياح وهم يبحثون عن الراحة والاستجمام تحت مياه النوافير والمراوح الضخمة المثبتة بالقرب من مناطق الجذب الشهيرة مثل الكولوسيوم. وقد أجبر الطقس شديد الحرارة العديد من المسافرين على تقليص رحلاتهم. ومما يزيد من خطورة الموقف حقيقة أن عددًا كبيرًا من الفنادق المهيبة في أوروبا، والتي يقع العديد منها في مبانٍ تاريخية، غير مجهزة بشكل جيد للتعامل مع مثل هذا الطقس القاسي. تفتقر هذه المؤسسات، التي غالبًا ما يقدرها السائحون بفضل سحرها القديم وأناقتها الخالدة، تفتقر بشكل مأساوي إلى وسائل الراحة الحديثة مثل تكييف الهواء، مما يجعلها غير مجهزة لتوفير فترة استجمام بعيدًأ عن الجو الحر الحارق.

مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، يجد نزلاء هذه الفنادق أنفسهم يقاومون الحرارة التي لا تطاق في بيئات غير مواتية لا يمكنها توفير الراحة اللازمة، مما يزيد من الانزعاج والمخاطر التي تشكلها هذه الموجة الحارة التي لا هوادة فيها. مع استمرار الموجة الحارة، يعاني أصحاب العطلات من تأثيراتها السلبية. تشهد منطقة جنوب فرنسا أيضًا درجات حرارة عالية غير مسبوقة. وسجلت درجات الحرارة في منتجع ألبين دي أويز للتزلج 29.5 درجة مئوية، بينما بلغت درجة الحرارة في منطقة فردان في سفوح جبال البيرينيه مستويات قياسية بلغت 40.6 درجة مئوية. بالنسبة لأولئك الذين يفكرون في السفر إلى أوروبا وسط هذه الأجواء القاسية، عليهم الاستعداد لتجربة قاسية وربما غير مريحة. صدرت تحذيرات شديدة اللهجة في العديد من المناطق، بما في ذلك إيطاليا وشمال شرق إسبانيا وكرواتيا وصربيا وجنوب البوسنة والهرسك والجبل الأسود – وهو ما يمثل تهديدًا لجميع السكان بسبب الحرارة الشديدة.

ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يقررون خوض المغامرة على الرغم من التحذيرات، تأكد من حماية نفسك باستخدام كريم واقٍ من أشعة الشمس، وتجنب التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، وعليك المحافظة على ترطيب جسمك. إياك وتناول الكحوليات لأنها قد تؤدي إلى الجفاف. ويبنغي عليك أن يكون لديك تأمين السفر على حالات الطوارئ الطبية، وهو أمر بالغ الأهمية. يجدر بالمسافرين الذين يعانون من حالات طبية إلغاء رحلاتهم نظرًا للمخاطر الصحية المحتملة.

في ظل موجة الحرارة الشديدة، يسعى الكثيرون إلى استرداد المبالغ المدفوعة لإلغاء الرحلات أو تغييرها بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو سوء الأوضاع الصحية. ومع ذلك، ووفقًا لتقرير EuroNews ، تلتزم شركات السفر بسياسات الإلغاء القياسية الخاصة بها، وتفرض رسومًا عالية على عمليات الإلغاء في اللحظة الأخيرة، والتي قد تصل إلى 90-100 ٪ من التكلفة الإجمالية. يبررون ذلك من خلال مقارنة هذه الوجهات بوجهات شهيرة مثل دبي ومصر، حيث تتجاوز درجات الحرارة في كثير من الأحيان 40 درجة مئوية. يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تستمر موجة الحر الشديد حتى نهاية يوليو. ومع ذلك، يتوقعون بعض فترات الاستجمام في دول أوروبا الغربية مثل إسبانيا والبرتغال خلال الأيام المقبلة.